كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

الكَلاَمُ في تَفْسِيْرِ البَسْمَلَةِ
رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مِفْتاحُ القُرْآنِ التَّسْمِيَةُ" (¬1).
وقال ابنُ عباس -رضي الله عنهما- "إِجلالُ القرآن: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ، ومفتاحُ القرآنِ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ" (¬2).
ورُوي أن أولَ ما جرى به القلمُ في اللوح المحفوظ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
وروي أن رجلًا قال بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: تَعِسَ الشيطانُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقلْ ذَلِكَ، فإنَّهُ يَتَعَاظَمُ عِنْدَهُ، وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ فَإِنَّهُ يَصغُرُ حَتَّى يَصيرَ أَقَلَّ مِنْ ذُبابٍ" (¬3).
وقوله: {بِسْمِ اللَّهِ} الباءُ في محلِّ نصبٍ؛ لأنها في موضعِ
¬__________
(¬1) لم أقف عليه بهذا اللفظ، لكن روى الخطيب البغدادي في كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1/ 264) عن أبي جعفر محمد بن علي معضلًا: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مفتاح كل كتاب"، وأورده السيوطي في "الجامع الصغير"، والمناوي في "فيض القدير" (3/ 192).
(¬2) لم أقف عليه.
(¬3) رواه أبو داود (4982)، كتاب: الأدب، باب: (85)، والنسائي في "السنن الكبرى" (10388)، والإمام أحمد في "المسند" (5/ 59)، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الصفحة 35