كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} [يونس: 99]، وشبهِه، وسيُذْكَر كلُّ شيءٍ في محلِّه إن شاءَ الله تعالى.
واختلف الآخذون بوجه الإدغام فيما إذا كان الأول مجزومًا، وذلك في قوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ} [آل عمران: 85]، و {يَخْلُ لَكُمْ} [يوسف: 9]، و {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا} [غافر: 28]، وكذلك اختلفوا في {آلَ لُوطٍ} [القمر: 34]، وفي الواو إذا وقع قبلها ضمة، نحو: {هُوَ وَالَّذِينَ} [البقرة: 249]، و {هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ} [آل عمران: 18]، واتَّفقوا على إظهارِ {يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} [لقمان: 23] من أجل الإخفاء قبلُ. ومعنى المثلين: ما اتفقا مخرجًا وصفة، نحو: {فَاضْرِبْ بِهِ} [ص: 44]، و {رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} [البقرة: 16]، وشبهِه. والجنسين: ما اتفقا مخرجًا، واختلفا صفةً، نحو: {قَالَتْ طَائِفَةٌ} [الأحزاب: 13]، {أَثْقَلَتْ دَعَوَا} [الأعراف: 189]، وشبهه. والمتقاربين: ما تقاربا مخرجًا أو صفةً، نحو: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 102]، و {خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ} [النور: 45]، وشبهه.
{يَوْمِ الدِّينِ} أي: الجزاء، ومنه قولُهم: كما تدينُ تُدان.
...
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}.

[5] {إِيَّاكَ} كلمة ضمير خُصَّت بالإضافة إلى المضمر، وتستعمل مقدَّمًا على الفعل، فيقالُ: إياكَ أعني، ولا تُستعمل مؤخَّرًا، ولا منفصلًا، فيقالُ: ما عنيتُ إلا إياك، وتقديمُها اهتمامًا، وشأنُ العرب تقديمُ الأهم.
{نَعْبُدُ} أي: نوحِّدك ونُطيعك خاضعين، والعبادةُ: الطاعةُ مع التذلُّل والخضوع، وسُمِّي العبدُ عبدًا؛ لذلَّته وانقياده.
{وَإِيَّاكَ} كرَّرها تأكيدًا للاختصاص.

الصفحة 44