كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{نَسْتَعِينُ} نطلبُ منك المعونة على عبادتك، وعلى جميع أمورنا، تلخيصه: نخصُّك بالعبادة وطلب المعونة، وهذا كله تبًرٍّ من الأصنام.
...
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}.

[6] {اهْدِنَا} أي: أرشدنا، وهذا الدعاءُ من المؤمنين -مع كونهم على الهداية- بمعنى التثبيت، وبمعنى طلب مزيد الهداية.
{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} الطريقَ الواضحَ، وهو الإسلام، أو القرآن.
قرأ قنبلٌ عن ابن كثير، ورويسٌ عن يعقوبَ (السِّرَاطَ) حيثُ وقعَ، وكيف أتى: بالسين، وهو أصلُ اللفظة، وأشمَّ الصادَ الزايَ حيث وقعَ: خلفٌ عن حمزة، وافقه في (الصَّرَاطَ) هنا خاصة: خلَّادٌ عن حمزة (¬1)، وكلُّها لغات صحيحة، والاختيارُ الصادُ عندَ أكثرِ القراء؛ لموافقة المصحف.
...
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}.

[7] {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ} الذين مَنَنْتَ.
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 80)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 105)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 62)، و"تفسير البغوي" (1/ 6) و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 23)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 11)، ووقع في "تفسير البغوي": عن أويس، بدل: عن رويس. والذي ذكر قراءة الإشمام (الزراط) أبو زرعة، وابن مجاهد، والبغوي.

الصفحة 45