كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران: 44].
{وَالْحِكْمَةَ} العلمَ والفِقْهَ.
{وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} علَّمَهُ اللهم لتوراةَ والإنجيلَ.
{وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)}.

[49] {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} وكان أولُ أنبياءِ بني إسرائيل يوسفَ، وآخرُهم عيسى -عليهما السلام-، فلما بُعِثَ قال: {أَنِّي} أي: بأني.
{قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ} علامةٍ.
{مِنْ رَبِّكُمْ} على صِدْقي، فلما قال ذلك لبني إسرائيلَ، قالوا: وما هي؟ قال:
{أَنِّي} قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ: بكسر الألف على الاستئناف؛ أي: قال: (إِنِّي أَخْلُقُ)، وقرأ الباقون: بالفتح على معنى بـ (أَنِّي أَخْلُقُ) (¬1)،
¬__________
= و"تفسير البغوي" (1/ 353)، و"التيسير" للداني (ص: 88)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 240)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 174)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 32).
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 164)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 206)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 109)، و"الكشف" لمكي (1/ 344 - 345)، =

الصفحة 455