كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{إِلَى اللَّهِ} أي: من أنصاري ذاهبًا إلى الله؟ أي: إلى عباده؛ لأن عيسى مرَّ بالحواريين وهم يَصيدون، فقال: ما تصنعونَ؟ قالوا: نصيدُ السَّمَكَ، قال: أفلا تذهبون نصيدُ الناسَ؟ قالوا: من أنت؟ قال: عيسى.
{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} أي: الراجعونَ إلى الله، وهم صفوةُ الأنبياءِ، وحَواريُّ الرجُلِ: خالِصَتُه (¬1) وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيِّ الزُّبَيْرُ" (¬2)، سُمُّوا بذلك لبياضِ ثيابِهم، وكانوا اثني عشرَ رَجُلًا، وهم: شمعونُ الصفا، وبطرسُ وأخوهُ أندراوسُ، ويعقوبُ بن زَبَدة، وفيلبس، وبرطولوماوس، وأندريوس، ومرقُص، ويوحَنَّا، ولوقا، وتوما، ومَتَّى.
{نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} أي: أعوانُ ديِنهِ.
{آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ} يا عيسى.
{بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} لتشهدَ لنا يومَ القيامة.
{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)}.

[53] {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ} من كتابِكَ.
{وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} عيسى.
{فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} لأنبيائِكَ بالصِّدْقِ.
¬__________
(¬1) في "ن": "خاصته".
(¬2) رواه البخاري (6833)، كتاب: التمني، باب: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - الزبير طليعة وحده، ومسلم (2415)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل طلحة والزبير -رضي الله عنهما-, عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-.

الصفحة 460