كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)
{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)}.
[66] {هَاأَنْتُمْ}. قرأ أبو عمرٍو، وأبو جعفرٍ، ونافعٌ: بتسهيل الهمزة بينَ بينَ، وقرأ عاصمٌ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ، وابنُ كثيرٍ، وابنُ عامرٍ، ويعقوبُ: بتحقيقِ الهمزةِ بعدَ الألف (¬1)، وروي عن وَرْشٍ (هآنْتُمْ) مَدًّا بلا همزةٍ، وعنهُ وجهٌ ثانٍ: (هَأَنْتُمْ) بهمزةٍ مقصورةٍ بين الهاء والنون، مثل سألتم (¬2)، وروي عن قنبلٍ كالوجه الثاني عن ورشٍ، أصلها: (أأنتم) قلبت الهمزةُ الأولى هاءً؛ كقولهم: هَرَقْتَ وأَرَقْتَ (¬3).
{هَؤُلَاءِ} أصلهُ: أُولاء، دخلتْ عليه هاءُ التنبيه، وهو في موضعِ النداء، يعني: يا هؤلاء! أنتم.
{حَاجَجْتُمْ} جادَلْتم.
{فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} أي: فيما علمتموه من التوراة والإنجيل من أمرِ موسى وعيسى.
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 165)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 207)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 110)، و"الكشف" لمكي (1/ 346 - 347)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 176)، و"تفسير البغوي" (1/ 365)، و"التيسير" للداني (ص: 88)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 39 - 40).
(¬2) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 176)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (2/ 485)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 40).
(¬3) انظر: مصادر التعليق رقم (1).
الصفحة 471