كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)
{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} على فعلِهم، قال - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلاَثةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ، ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ حَلَفَ يَمِينًا عَلَى مَالِ مُسْلِمٍ، فَاقْتَطَعَ المَالَ، وَرَجُلٌ حَلَفَ يَمِينًا بَعْد صَلاةِ العَصْرِ أَنَّهُ أُعْطِيَ في سِلْعَتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا أُعْطِيَ، وَهُوَ كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالى يَقُولُ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ" (¬1).
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)}.
[78] {وَإِنَّ مِنْهُمْ} أي: اليهودِ.
{لَفَرِيقًا} أي: طائفةً، منهم: كعبُ بنُ الأشرفِ، وحُيَيُّ بنُ أخطبَ، ومالكُ بنُ الصَّيْفِ، وغيرهم.
{يَلْوُونَ} أي: يعطِفُون.
{أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} والمرادُ: تحريفُهم، كآيةِ الرجمِ، وصفةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وغيرِهما {لِتَحْسَبُوهُ} أي: لتظنوا ما حَرَّفوا.
{مِنَ الْكِتَابِ} الذي أنزل الله.
¬__________
(¬1) رواه البخاري (7008)، كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، ومسلم (108)، كتاب: الإيمان، باب: بيان غلظ تحريم إسبال الإزار، والمن بالعطية، وتنفيق السلعة بالحلف .. ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
الصفحة 479