كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)
بنصب الراء عطفًا على قوله: {أَنْ يُؤْتِيَهُ} والمعنى: ولا له أن يأمرَكم، وقرأ الباقون: بالرفع على الاستئناف (¬1)، وأبو عمرٍو على أصلِه في إسكان الراء واختلاِسها على اختلاف (¬2) الرواية عنه (¬3)، معناه: ولا يأمرَكم الله.
{أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ} كقريشٍ والصابئين حينَ قالوا: الملائكةُ بناتُ الله.
{وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا} كاليهود والنصارى، وقولهم في العُزير والمسيح.
المعنى: ما ينبغي لمن أُعطي النبوَّةَ أن يأمرَ بعبادةِ غيرِ الله، بل يأمرُهم بمعرفتِهِ ومعرفةِ أحكامِه وعبادتِه.
{أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} تعجُّبٌ وإنكارٌ بمعنى: لا يقولُ هذا.
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ
¬__________
(¬1) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 347)، و"الحجة" لأبي زرعة (ص: 168)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 213)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 111)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 179)، و"تفسير البغوي" (1/ 376)، و"التيسير" للداني (ص: 89)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 240)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 1771)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 47).
(¬2) في "ت": "الاختلاف".
(¬3) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 213)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 179)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 177)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 47).
الصفحة 482