كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}.

[81] {وَإِذْ} أي: واذكُرْ يا محمدُ حين.
{أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} وأُمَمِهم بما تقدَّمَ، وبما يأتي.
{لَمَا آتَيْتُكُمْ} قرأ حمزةُ: (لِمَا) بكسر اللام للجرِّ، وهي متعلقة بأخذ؛ أي: أخذنا الميثاق لذلك فتكون (ما) بمعنى الذي، وقرأ الباقون: بفتحها (¬1)، فتكون (ما) بمعنى الذي، واللام للابتداء، ودخلتْ لتؤكِّدَ معنى القسم؛ لأن أخذَ الميثاق قسمٌ في المعنى، والعائد محذوف؛ أي: الذي آتيتكموهُ، وقرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ: (آتينَاكُمْ) بالنون على التعظيم، وقرأ الباقون: بالتاء؛ لموافقة الخط، ولقوله: {وَأَنَا مَعَكُمْ}، وخبر المبتدأ {مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ}، ثم عطف على (آتيتكم):
{ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ} من العلم، وجوابُ القسم.
{لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} أي: بالرسولِ.
{وَلَتَنْصُرُنَّهُ} عطفٌ على (الرسول)، والمرادُ: محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، والذين
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 168)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 213 - 214)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 111)، و"الكشف" لمكي (1/ 351 - 352)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 179)، و"تفسير البغوي" (1/ 376)، و"التيسير" للداني (ص: 89)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (241)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 177)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 48 - 49).

الصفحة 483