كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)
{مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا} بسهولةٍ (¬1).
{وَكَرْهًا} بمشقة، فأهلُ السمواتِ يسجدون طَوْعًا، وأهلُ الأرض يسجدُ بعضهم طَوْعًا، وبعضُهم كَرْهًا؛ كالمنافقين.
{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} قرأ حفصٌ، ويعقوبُ: بالغيب، فحفصٌ: بضمِّ الياء ونصبِ الجيم، ويعقوبُ على أصلِه في فتح الياءِ وكسر الجيم، والباقون: بالخطاب مع ضمِّ الياء ونصب الجيم (¬2).
{قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)}.
[84] {قُلْ} الخطابُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
{آمَنَّا} أي: أنا والمؤمنون.
{بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} مُنْقادونَ، ذكرَ المللَ والأديانَ، واضطرابَ الناسِ فيها، ثم أمرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقولَ: {آمَنَّا بِاللَّهِ} الآية.
¬__________
(¬1) في "ت" و"ن": "سهولة".
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (1/ 378)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (2/ 516)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 177)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 52). وانظر تتمة المصادر في التعليق السابق.
الصفحة 486