كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

الفتح إن شاء الله تعالى. قرأ أبو عمرٍو، وورشٌ عن نافع، وأبو جعفرٍ: (يومنون) حيث وقع بواو ساكنة بغير همز، والآخرون يهمزونه (¬1).
{بِالْغَيْبِ} هو مصدر، وضع موضع الاسم، فقيل للغائب: غَيب، كما قيل للعادل: عَدل، والغيبُ ما كان مُغَيَّبًا عن العيون؛ المعنى: يؤمنون بما غَاب عنهم مما أخبر الله عنه.
{وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} أي: يديمونها، ويحافظون عليها في مواقيتها بحدودها وأركانها وهيئاتها، والمراد بها الصلوات الخمس. والصلاة في اللغة: الدعاء. قرأ ورش عن نافع (الصَّلاَةَ) بتغليظ اللام حيث وقع (¬2).
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} أي: أعطيناهم، والرزقُ: اسم لكل ما يُنتفَع به، حتى الولدُ والعبدُ، وأصله في اللغة الحظُّ والنصيب. قرأ ابن كثيرٍ، وأبو جعفر، وقالونُ بخلافٍ عنه: (رزقناهمو) بواو بعد الميم.
{يُنْفِقُونَ} يُخرجون عن أيديهم ما فيها في طاعة الله، وأصل الإنفاق: الإخراجُ عن اليد والملك، فهذه الآية في المؤمنين من مشركي العرب.
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 84)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 130)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 70)، و"تفسير البغوي" (1/ 13، 15 - 16)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي: (ص: 127)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 18).
(¬2) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 127)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 18).

الصفحة 51