كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

بالألف مع ضمِّ الياء وفتح الخاء وكسر الدال، على موافقة الكلمة الأولى.
وقرأ الباقون: (وَمَا يَخْدَعُونَ) بغير ألف مع فتح الياء والدال وإسكان الخاء (¬1).
{إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} لأنّ خدعَهم أنفسَهم لا يعدُوهم. وقالَ بعضُ أهلِ اللغةِ: يقالُ: خادَعَ: إذا لم يبلُغْ مُرادَهُ، وخَدَعَ: إذا بلغَ مرادَه، فلما لم ينفذْ خداعهم فيما قصدوه، كان مخادعةً، فلما وقع ضررُ فعلِهم على أنفسهم، كان في حقِّ أنفسِهم خِداعًا، وتفسيره: فلا ينفُذُ خداعهم فيمن قصدوه، فكأنهم خدعوا أنفسَهم؛ كما يقال: فلانٌ سخرَ بفلانٍ، وما سخرَ إلا بنفسِه، والنفسُ: ذاتُ الشيء وحقيقتُه.
{وَمَا يَشْعُرُونَ} الشعور: علمُ حِسّ؛ أي: لا يعلمون أنهم يخدعونَ أنفسَهم، وأنَّ وبالَ خداعِهم يعودُ عليهم.
• {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)}.

[10] {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} شكٌّ ونِفاق، والمرضُ في اللغة: العلَّة،
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 87)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 139)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 68)، و"الكشف" لمكي (1/ 224 - 227)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 82)، و"تفسير البغوي" (1/ 19)، و"التيسير" للداني (ص: 72)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 207)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 128)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 25)، قال البغوي عن قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو: وجعلوه من المفاعلة التي تختص بالواحد.

الصفحة 59