كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

سمي الشكُّ في الدين مرضًا؛ لأنه يُضعف الدينَ؛ كالمرضِ يضعفُ البدنَ.
{فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} أي: أمدَّهم اللهُ بمرضٍ آخرَ تنميةً لمرضهم؛ لأن الآياتِ كانت تنزل تترًا آيةً بعدَ آيةٍ، فكلما (¬1) نزلتْ آية، فكفروا بها، ازدادوا شكًّا ونفاقًا. قرأ حمزةُ، وابنُ ذكوان: (فَزَادَهُمْ) بالإمالة، والباقون بالفتح (¬2).
{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: مؤلم.
{بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} أي: بتكذيبهم اللهَ ورسولَه في السرِّ. قرأ أهل الكوفة: (يَكْذِبُونَ) بفتح الياء والتخفيف؛ أي: بكذبهم إذ قالوا: آمنا، وهم غير مؤمنين، والكذبُ: إخبارٌ بما لم يقع. وقرأ الباقون: بضم الياء والتشديد على المعنى الأول (¬3).
¬__________
(¬1) في "ت": "فلما"
(¬2) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 88)، و"المحتسب" لابن جني (1/ 47)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 68)، و"تفسير البغوي" (1/ 19)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 128)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 26).
(¬3) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 88)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 141)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 86)، و"الكشف" لمكي (1/ 227 - 228)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 83)، و"تفسير البغوي" (1/ 19)، و"التيسير" للداني (ص: 32)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 207 - 208)، و "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 129)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 26).

الصفحة 60