كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} أي: لا يعلمون أنهم مفسدون؛ لأنهم يظنون أنَّ الذي هم عليه من إبطانِ الكفرِ حقٌّ صلاحٌ.
• {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}.

[13] {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} أي: المنافقين واليهود:
{آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ} عبدُ الله بنُ سلام وغيرُه من مؤمني أهل الكتاب.
{قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ} أي: الجهَّال، وهذا القولُ كانوا يُظهرونه فيما بينهم، لا عندَ المؤمنين، فأخبرَ الله نبيَّهُ والمؤمنينَ بذلك، وقال رَدًّا عليهم:
{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} لا يدرون أنهم كذلك، والسفيهُ: خفيفُ العقل، رقيقُ الحِلْم، من قولهم: ثوبٌ سفيهٌ؛ أي: رقيق. قرأ الكوفيون وابنُ عامرٍ، وروح: (السُّفَهَاءُ أَلاَ) بتحقيق الهمزتين، والباقونَ: بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وهي أن تُبدل واوًا محضةً، وما ذكر من تسهيلِ إحدى (¬1) الهمزتين إنما هو في حالة الوصل، فإذا وقفتَ على الكلمة الأولى، أو (¬2) بدأتَ بالثانية، حَقَّقْتَ الهمزَ (¬3) في ذلك لجميع القراء (¬4).
¬__________
(¬1) في "ت": "أحد".
(¬2) في "ن": "و".
(¬3) في "ن": "الهمزة".
(¬4) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 139)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 84)، =

الصفحة 62