كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

• {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)}.

[14] {وَإِذَا لَقُوا} يعني: هؤلاء المنافقين.
{الَّذِينَ آمَنُوا} أي: المهاجرين والأنصار.
{قَالُوا آمَنَّا} كإيمانكم.
{وَإِذَا خَلَوْا} رجعوا.
{إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} أي: رؤسائِهم وكَهَنَتِهم، والشيطانُ: المتمرِّدُ العاتي؛ أي: الطويلُ الجسمِ من الجنِّ والإنسِ ومن كلِّ شيء.
{قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} أي: على دينِكم.
{إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} ساخرون بمحمدٍ وأصحابهِ بما نُظهر من الإسلام. قرأ أبو جعفر: (مُسْتَهْزُونَ، ومُتَّكُونَ) وشبهه حيثُ وقعَ بتركِ الهمزة (¬1).
• {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)}.

[15] {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} أي: يجازيهم جزاءَ استهزائِهم، وهو أن يُفْتَحَ
¬__________
= و"تفسير البغوي" (1/ 20)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 129)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 27 - 28).
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 86)، و"تفسير البغوي" (1/ 21)، و"إملاء ما منَّ به الرحمن" للعكبري (1/ 12)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (1/ 69)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 129)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 29).

الصفحة 63