كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

• {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}.

[16] {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} أي: استبدلوا الكفرَ بالإيمان. والضلالةُ: الجورُ عن القَصْدِ.
{فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} أي: فما ربحوا في تجارتهم.
{وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} ناجين من الضلالة.
• {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)}.

[17] {مَثَلُهُمْ} أي: شبههم. والمثلُ: قولٌ سائرٌ في عُرْفِ الناس، يُعرف به معنى الشيء.
{كَمَثَلِ الَّذِي} يعني: الذين؛ بدليل سياق الآية.
{اسْتَوْقَدَ} أي: أوقد.
{نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ} النارُ.
{مَا حَوْلَهُ} أي: حولَ المستوقِدِ.
{ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} أي: أزاله.
{وَتَرَكَهُمْ} طرحهم.
{فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} نزلت في المنافقين، يقول: مثلُهم في نفاقِهم كمثلِ رجلٍ أوقدَ نارًا في ليلةٍ مظلمةٍ في مفازةٍ، فاستدفأ، ورأى ما حولَه،

الصفحة 65