كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{وَرَعْدٌ} اسم مَلَكٍ، وهو الذي يُسمع صوتُه من السحاب، وهو الذي يسوقُهُ.
{وَبَرْقٌ} لمعانُ سوطٍ من نورٍ يزجُرُ به الملكُ السّحاب.
{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ} جمع صاعقة، وهي الموتُ، وكلُّ عذابٍ مُهْلِكٍ. وعن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أنه كانَ إذا سمعَ صوتَ الرعدِ والصواعقِ قالَ: "اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنا بِغَضَبِكَ، وَلا تُهْلِكْنا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنا قَبْلَ ذَلِكَ" (¬1).
{حَذَرَ الْمَوْتِ} أي: مخافةَ الهلاكِ.
{وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} عالمٌ بهم، لا يفوتونه. وأصلُ (¬2) الإحاطةِ: الإحداقُ بالشيءِ من جميعِ جهاتهِ، ومنه الحائط. قرأ أبو عمرٍو، وورشٌ، والدوريُّ عن الكسائي ورويس: (بالكافرين) بالإمالةِ حيثُ وقعَ في محلِّ النصبِ والخفضِ (¬3).
• {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (3450)، كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا سمع الرعد، والنسائي في "السنن الكبرى" (10764)، والإمام أحمد في "المسند" (2/ 100)، وغيرهم، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.
(¬2) في "ت": "والأصل".
(¬3) انظر: "الحجة" لابن خالويه (ص: 73)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 90)، و"تفسير البغوي" (1/ 24)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 33).

الصفحة 67