كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

• {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)}.

[23] {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} أي: في شكٍّ. معناه: وإذْ كنتم؛ لأن الله علمَ أنَّهم شاكُّون.
{مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} محمدٍ، يعنى: القرآن.
{فَأْتُوا} أمرُ تعجيزٍ.
{بِسُورَةٍ} والسورةُ: قطعةٌ من القرآنِ معلومةُ الأولِ والآخِر.
{مِنْ مِثْلِهِ} أي: مثلِ القرآن، و (مِنْ) صِلَةٌ؛ كقوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30].
{وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ} جمعُ شاهدٍ؛ أي: واستعينوا بآلهتِكُم التي تعبدونها.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أن محمدًا يقولُه من تِلْقاءِ نفسِه، فلمَّا تحدَّاهم، عَجَزوا، فقال:
• {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}.

[24] {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} فيما مضى.
{وَلَنْ تَفْعَلُوا} أي: لن تقدروا عليه فيما بقي أبدًا، وإنما (¬1) قالَ ذلكَ؛
¬__________
(¬1) في "ت": "وإن".

الصفحة 71