كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

وكذلك: {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} [الفرقان: 54]، و {لَكَ قُصُورًا} [الفرقان: 10] حيثُ تحرَّكَ ما قبلَها، فلو سكن ما قبلَ الكاف، لم يدغمْها نحو: {فَأُولَئِكَ كَانَ} (¬1) [الإسراء: 19]، و {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} [يونس: 65]، وشبهه.
{قَالَ} الله تعالى:
{إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} من المصلحة فيه. قرأ المدنيان، وابنُ كثير، وأبو عمرٍو (إِنِّيَ) بفتح الياء، والباقون بإسكانها، وأبو عمرٍو: (أَعْلَم مَّا) بإدغام الميم في الميم (¬2).
• {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)}.

[31] {وَعَلَّمَ آدَمَ} سُمِّي آدمَ؛ لأنه خُلِقَ من أديمِ الأرضِ، وهو وَجْهُها، مشتَقٌّ من الأُدْمَةِ: السُّمْرَة، وكنيتهُ: أبو البَشَر، عاش تسعَ مئةٍ وثلاثين سنةً باتفاقٍ، وقبرُه في مغارةٍ بينَ بيتِ المقدسِ ومسجدِ إبراهيمَ الخليلِ، رِجْلاهُ عند الصخرة، ورأسهُ عند مسجدِ إبراهيم، وفي ذلك خلاف كثير.
¬__________
(¬1) وردت هذه الآية في جميع النسخ "أولئك قال"، وهو خطأ ظاهر.
(¬2) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 93)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 196)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 74)، و"الكشف" لمكي (1/ 330)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 99)، و"تفسير البغوي" (1/ 33)، و"التيسير" للداني (ص: 85)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 237)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 132)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 42).

الصفحة 80