كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

[32] {قَالُوا} يعني: الملائكة إقرارًا بالعجز.
{سُبْحَانَكَ} تنزيهًا لكَ.
{لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} معناه: أنك أجلُّ من أن نحيطَ بشيء من علمِك.
{إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ} بخلقك.
{الْحَكِيمُ} في أمرك. والحكيمُ له معنيان: أحدُهما: الحاكم، وهو القاضي العدلُ، والثاني: المحكِمُ لأمره كيلا يتطرَّقَ إليه الفسادُ، وأصلُ الحكمةِ في اللغة: المنعُ، وهي تمنعُ صاحبَها من الباطل، ومنها حَكَمَةُ الدابَّة؛ لأنها تمنعُها من الاعوجاج. فلما ظهرَ عجزُهم:
• {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}.

[33] {قَالَ} الله سبحانه:
{يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ} أخبرهم.
{بِأَسْمَائِهِمْ} فسمَّى آدمُ كلَّ شيء باسمه، وذكرَ الحكمةَ التي لأجلها خُلق.
{فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ} الله:
{أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ} يا ملائكتي:
¬__________
= (1/ 141)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (1/ 14)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 135 - 133)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 43 - 44).

الصفحة 82