كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{وَإِنَّهَا} ولم يقل: وإنهما ردَّ الكنايةَ إلى كلِّ واحدٍ منهما؛ أي: وإنَّ كلَّ خَصْلَةٍ منهما.
{لَكَبِيرَةٌ} أي: ثقيلة.
{إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} يعني: المؤمنين المتواضعين، وأصلُ الخشوع: السكون.
{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}.

[46] {الَّذِينَ يَظُنُّونَ} يستيقِنون، والظنُّ من الأضداد، يكونُ شَكًّا ويَقينًا؛ كالرجاء يكونُ أمنًا وخوفًا.
{أَنَّهُمْ مُلَاقُو} معاينوا.
{رَبِّهِمْ} في الآخرة، وهو رؤيةُ الله تعالى، ويأتي الكلام على رؤيته سبحانه في الآخرة في سورة الأنعام.
{وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} فيجزيهم بأعمالهم.
{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}.

[47] {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ} أي: ميزتكم؛ أي: اذكروا نعمتي وتفضيلي إياكم.
{عَلَى الْعَالَمِينَ} أي: عالَمَيْ زمانِكم، وذلك التفضيلُ وإن كانَ في حقِّ الآباء، ولكن يحصل به الشرفُ للأبناء.

الصفحة 95