كتاب الأصل للشيباني ط قطر (اسم الجزء: مقدمة)

والمحدثون خصوصاً عند توثيقهم وتضعيفهم للرجال وحكمهم على الأحاديث بالصحة والضعف.

11 - توليه القضاء
أشار أبو يوسف على هارون الرشيد بتولية محمد بن الحسن قضاء الرقة، ولم يشاوره أبو يوسف في ذلك. فأُحضر محمد بن الحسن من الكوفة وهو لا يعلم سبب إحضاره، فكان ذلك من أسباب انكسار الخاطر بينهما (¬1). فخرج إلى الرقة وهارون أمير المؤمنين بها فولاه قضاء الرقة ثم عزله (¬2). وكان سبب عزله ما سبق من إجازته لأمان يحيى بن عبد الله (¬3). ثم إن الرشيد قربه إليه مرة أخرى وولاه قضاء القضاة بعد وفاة أبي يوسف (¬4).

12 - وفاته
خرج بصحبة هارون الرشيد إلى الري، فمات بها في سنة 189 وهو ابن ثمان وخمسين سنة (¬5). ومات هو والكسائي في يوم واحد، فكان الرشيد يقول: "دفنت الفقه والنحو بالري" (¬6). وقد حدد بعضهم مكان موته أنه مات في رَنْبَوَيه قرية من قرى الري (¬7)، وفي جبل طَبَرَك (¬8)، وفي دار أحد تلاميذه هشام بن عبيد الله الرازي (¬9)، وأنه دفن في مقبرة عائلة هشام الرازي المعروفة آنذاك بالعلم والشرف (¬10). وقد دفن بعض العلماء الأحناف في القرن الخامس والسادس في مقبرة الإمام محمد بن الحسن مما يدل على وجود
¬__________
(¬1) بلوغ الأماني، 46.
(¬2) الطبقات الكبرى، 7/ 336؛ وتعجيل المنفعة، 361.
(¬3) أخبار أبي حنيفة للصيمري، 126 - 127؛ وبلوغ الأماني، 51.
(¬4) سير أعلام النبلاء، 9/ 135.
(¬5) الطبقات الكبرى، 7/ 336؛ وتعجيل المنفعة، 361.
(¬6) طبقات الفقهاء، 1/ 142؛ وتاريخ بغداد، 2/ 181؛ وتعجيل المنفعة، 361.
(¬7) وفيات الأعيان، 4/ 185.
(¬8) الجواهر المضية، 1/ 157.
(¬9) تذكرة الحفاظ، 1/ 388.
(¬10) الجواهر المضية، 2/ 205.

الصفحة 31