كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)

بقياس عليها فهو محمود، وما خالف أصول السنة فهو ضلالة، ومنه قوله: "كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ" (¬1).
قوله: "أَذِنَ لِي فِي البَدْوِ" (¬2)، و"أَتَى (¬3) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَدْوِ" (¬4) وذكر: "الْبَادِيَةُ" (¬5) كله غير مهموز؛ لأنه من بدا الرجل يبدو بدوًا إذا خرج إلى البادية فنزلها، والاسم البداوة بفتح الباء وكسرها هذا هو المشهور، وقد حكي: بدأ بالهمز يبدأ، وهو قليل.
قوله: "يَدْعُو بِمَا بَدَا لَهُ" (¬6) أي: بما ظهر، ومثله قول عثمان: "بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ" (¬7) أي: ظهر لي.
وقوله (¬8): "ثُمَّ بَدَا لإِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - أَنْ يَزُورَ تَرِكَتَهُ" (¬9) أي: ظهر له رأيٌ في ذلك، ومثله (¬10): "ثُمَّ بَدَا لأَبِي بَكْرٍ فَابْتَنَى مَسْجِدًا" (¬11) أي: ظهر له في ذلك رأي.
¬__________
(¬1) مسلم (867) من حديث جابر بن عبد الله.
(¬2) البخاري (7087)، مسلم (1862) عن سلمة بن الأكوع.
(¬3) تحرفت في (س) إلى: (إنني).
(¬4) البخاري (1028) عن أنس.
(¬5) "الموطأ" 1/ 69 و 283، البخاري (131، 609)، مسلم (12، 1570).
(¬6) "الموطأ" 1/ 91 عن عمر، قوله.
(¬7) البخاري (5122، 5129) من حديث ابن عمر.
(¬8) ساقطة من (س).
(¬9) البخاري (3365) من حديث ابن عباس، ولفظه: "ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لأَهْلِهِ:
إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي".
(¬10) من (د).
(¬11) البخاري (476، 2298، 3906) عن عائشة.

الصفحة 459