كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)

قوله في كتاب مسلم: "بَدَأَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ" (¬1) كذا ضبطناه على متقني شيوخنا بالهمز، أي: ابتدأ الله ابتلاءهم، يقال منه: بدأ وابتدأ وأبدأ لغة أيضًا، ورواه كثير من شيوخ الحديث: "بَدَا لله" (¬2) بغير همز وهو خطأ؛ لأنه من البداء وهو ظهور شيء بعد أن لم يكن ظهر قبل، وذلك محال في حق الله، إلَّا أن يتأول اللفظ على أنه بمعنى: أراد على تجوز في اللفظ، وقد جاء في كتاب مسلم: "أَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ" (¬3).
وقول عثمان: "بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوجَ" (¬4) أي: ظهر لي ما لم يظهر من ترك النكاح.
وقوله: "فأُتِيَ بِبَدْرٍ" (¬5) أي: بطبق، وهي الرواية الصحيحة، وكذلك رواه أحمد بن صالح، عن ابن وهب (¬6) وفسره كذلك، وذكره البخاري أيضًا عن ابن عفير، عن ابن وهب: "بِقِدْرٍ" (¬7)، وذكره مسلم عن أبي الطاهر وحرملة عن ابن وهب: "بِقِدْرٍ" (¬8)، والصواب هو الأول.
وقوله: "خَرَجْتُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ (¬9) أُبَدِّيهِ" كذا رواه بعضهم عن ابن الحذاء وكذلك فسره ابن قتيبة أي: أخرجه إلى البادية وأبرزه إلى موضع الكلأ، وكل
¬__________
(¬1) عزاه المصنف لمسلم، وهو في البخاري (3464) وفيه: "بَدَا لله".
(¬2) البخاري (3464).
(¬3) مسلم (2964)، وهو أيضًا في البخاري (6653).
(¬4) البخاري (5122، 5129)، وتقدم قريبًا.
(¬5) البخاري (854، 7359) من حديث جابر.
(¬6) البخاري (854).
(¬7) البخاري (855).
(¬8) مسلم (564/ 73).
(¬9) في النسخ الخطية: "لأبي طلحة" والمثبت الصواب.

الصفحة 460