كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)

ومنه: "دَارُ الْبَرِيدِ" (¬1).
والبريد أيضًا: الطريق، وهو عربي وافق لسان العجم (¬2)، ومنه الحديث: "عَلَى بَرِيدِ الرُّوَيْثَةِ" (¬3)، وبرَّد لنا بريدًا: أرسله معجلًا، ومن هذا كله سميت الدواب والرسل والطرق المستعملة كذلك.
و"الْبُرْدَةُ" (¬4): كساء مخطط، وجمعه: بُرُد، وقيل: هي الشملة، وقيل: النمرة، وقال أبو عبيد: هو كساء مربع أسود فيه صغَر (¬5). وفسره في كتاب البخاري: "هِيَ الشَّمْلَةُ، مَنْسُوجٌ فِيهَا حَاشِيَتها" (¬6).
و"الْبُرْدُ" (¬7) من غير هاءٍ: ثوب من عصب اليمن ووشيه، وجمعه برود بزيادة واوٍ على وزن فعول.
قوله: "اغْسِلْهُ بِمَاءٍ وثَلْجٍ وبَرَدٍ" (¬8) أراد المبالغة؛ لأنه ماء صاف، لم تستعمله الأيدي، ولم يمتزج لجمودته.
¬__________
= ورواه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" 6/ 139 (5507)، وكما في "المطالب العالية" 11/ 685 (2658) من طريق همام عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن الحضرمي بن لاحق، مرفوعًا مرسلًا. قال الألباني في "الصحيحة" 3/ 184: هذا إسناد صحيح مرسل. وقد صحح الحديث بالجملة (1186).
(¬1) البخاري قبل حديث (233).
(¬2) في (س): (عجم البريد).
(¬3) البخاري (487) من حديث ابن عمر، وليس فيه: (على).
(¬4) البخاري (1277) عن سهل بن سعد، ومسلم (2542/ 225).
(¬5) "غريب الحديث" 2/ 315.
(¬6) البخاري (6036) من حديث عائشة.
(¬7) "الموطأ" 2/ 832، والبخاري (5809) من حديث أنس بن مالك.
(¬8) مسلم (963) عن عوف بن مالك الأشجعي.

الصفحة 470