في النسب من نسب العرب، وبغضاء (¬1) لاختلاف الدينين.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي لأرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي" (¬2)، يفسره الحديث الآخر: "مِنْ وَرَاء ظَهْرِي" (¬3). وقال الداودي: يحتمل أنه يريد من بعد موتي، أي: يعلم بحالهم ولم يقل شيئًا، وإنما هو كقوله: "إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي" وهو من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -، كان يرى من خلفه كما يرى من بين يديه.
وقد سئل عنه أحمد فقال هذا.
قوله: "في البَعْلِ العُشْرُ" (¬4) البعل من النبات: هو ما لا يحتاج إلى سقي؛ إنما يشرب بعروقه من ثرى الأرض، وهذا هو البعل حقيقة، وكذلك حكم العَثَرِي في الزكاة، وهو الذي تسقيه الأمطار وُيعثَّر له بأهداب (¬5) مجاري السيول، هذا قول ابن قتيبة، والأصمعي يفرق بينهما.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْ تَلِدَ الأمَة بَعْلَهَا" كذا في بعض أحاديث مسلم (¬6)، ويتأول فيه ما يتأول في قوله: "أَنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّهَا" (¬7) والبعل: الرب والمالك، ومنه قيل: بعل المرأة لملكه عصمتها، وقيل ذلك في قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} [الصافات: 125] أي: إلهًا وربًّا مع الله تعالى، وقيل: هو صنم مخصوص.
¬__________
(¬1) حيث قالت: "في أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ".
(¬2) البخاري (742)، مسلم (425) من حديث أنس بن مالك.
(¬3) "الموطأ" 1/ 167، البخاري (418، 719، 725، 741)، مسلم (424).
(¬4) "الموطأ" 1/ 270.
(¬5) في (س، أ، ظ): (بأهداف).
(¬6) مسلم (9/ 6).
(¬7) البخاري (50) ومعلقًا قبل حديث (2533)، مسلم (9/ 5).