كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)

وجاء في مسلم عقب هذا الحديث: "يعني: العُرَيْب" (¬1) تصغير العرب، ومن كسر الميم جعله وصفًا للإبل، وهي شرها، ووصفهم بالصم البكم يدل على أن ذلك كله أوصاف للرعاة لا للإبل، وقال الطحاوي: المراد بالبكم الصم، أي: عن القول المحمود وسماعه، أي: لا يعرفونه لجهلهم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا الدُّنْيَا في الآخِرَةِ ... وأَشَارَ إِسْمَاعِيلُ بِالإِبْهَامِ" (¬2) كذا عند جميعهم، وعند السمرقندي: "الْبِهَامِ" وهو خطأ؛ إنما البِهَام جمع بَهْمة.
وجاء في الحديث الآخر: "وأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ" (¬3) وهو أظهر؛ إذ الغالب الإشارة بها وهي التي يصح بها ضرب المثل.
وفي باب النوم قبل العشاء: "حَتَّى مَسَّتْ إِبْهَامُهُ طَرَفَ الأذن" (¬4) (كذا لكافتهم) (¬5)، وعند بعض الرواة عن أبي ذر: "إِبْهَامَيْهِ" وهو غلط؛ إنما كانت يدًا واحدة، كما ذكر في الحديث.
¬__________
(¬1) قال القاضي في "الإكمال" 1/ 211: وفي بعض روايات الحديث: "يعني: العريب". قال الحافظ في "الفتح" 1/ 123: والمراد بهم: أهل البادية، كما صرح به في رواية سليمان التيمي وغيره: "قال: ما الحفاة العراة؟ قال: العريب" وهو بالعين المهملة على التصغير. قلت: ولم أجده في مطبوع "صحيح مسلم"، والله أعلم.
(¬2) مسلم (2858) من حديث المستورد بن شداد
(¬3) البخاري (5304) من حديث سهل بن سعد الساعدي، مسلم (580) من حديث ابن عمر.
(¬4) البخاري (571)، مسلم (642) من حديث ابن عباس.
(¬5) ساقطة من (س).

الصفحة 549