كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)

الْبَاءُ مَعَ الياءِ
قولها: "بيَبَا" (¬1)، وقد تقدم في الهمزة.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي" (¬2) قيل: المراد به القبر كما قال (¬3) في الحديث الآخر: "ما بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي" (¬4) والبيت يأتي في اللغة بمعنى القبر، وكذلك قوله في الإذخر: "فَإِنَّهُ لِبُيُويِنَا" (¬5) قيل: معناه: لقبورنا كما جاء في حديث آخر مفسرًا (¬6)، وقد جاء ما يدل على أنه بيت السكنى، فقد روي بأنّه: "لِظَهْرِ البَيْتِ والْقَبْرِ" (¬7)، وفي أخرى: "فَإنَّهُ لِبُيُوتِنا وَقُبُورِنا" (¬8) وقد يكون البيت في الحديث الأوّل بيت السكنى؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - في بيت سكناه وحيث مات منه كان قبره فاجتمع المعنيان في البيت. قال الداودي: كانوا يخلطونه بالطين كما يخلط التبن فيُملِّسُون (¬9) به بيوتهم.
وقوله في أهل الدار: "يُبَيَّتُونَ"، وقوله: "وَإِنَّا نُصِيبُ في البَيَاتِ مِنْ ذَرارِيِّ المُشْرِكِينَ" (8) هو أن يوقع بهم ليلًا، وهو المراد بالبيات، ومنه: {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [النمل: 49] وقال: {بَأْسُنَا بَيَاتًا} [الأعراف: 4].
¬__________
(¬1) انظر اليونينية 2/ 160.
(¬2) "الموطأ" 1/ 197، البخاريُّ (1195)، مسلم (1390) من حديث عبد الله بن زيد المازني.
(¬3) رواه أحمد 3/ 64، وأبو يعلى 2/ 496 (1341) عن أبي سعيد الخدري، وفي إسناده انقطاع.
(¬4) البخاريُّ (112)، مسلم (1355) من حديث أبي هريرة.
(¬5) البخاريُّ (1833، 2090).
(¬6) في البخاريُّ (2090): "وَلِسُقُفِ بُيُوتِنَا".
(¬7) البخاريُّ (6880)، مسلم (1355/ 448).
(¬8) البخاريُّ (3012)، مسلم (1745) من حديث الصعب بن جثامة.
(¬9) في (ظ): (فيطينون).

الصفحة 557