كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)

وجمعها: بِيْد، وهي من باد الشيء يبيد كأنها تُبيد سالكها، ومنه قوله: "أُبِيدَتْ خَضْراءُ قُرَيْشٍ" (¬1) أي: أهلكت.
و"الْبَيْدَرُ" (¬2) لأهل اليمن كالأندر للطعام، يجمع فيها التمر إذا جُدّ، ويسمى الجوخان والجرين، وقوله: "بَيْدِرْ تَمْرَكَ" (¬3) أي: اجعل لكل صنف منه بيدرًا على حدة.
قوله: "إِنَّ مِنَ البَيانِ لَسِحْرًا" (¬4) فيه وجهان، قيل: مقصده الذم؛ لأنه يصرف الحق إلى صورة الباطل، والباطل إلى صورة الحق كالسحر الذي يقلب الأعيان، وسياق الحديث وسببه (¬5) يشهد لهذا، وقيل: بل هو مدح وثناء عليه، وشبَّهه بالسحر لصرف القلوب به، ومنه قالوا: السحر الحلال، والبيان: الفهم وذكاء القلب مع اللسان، والبيان أيضًا: الظهور، ومنه: بأن لي كذا، أي: ظهر، وتبيّن بَيْنًا وبَيانًا.
وقوله: "فَأَبِنِ القَدَحَ" (¬6) أي: أبعده، من بان عنه إذا فارقه أوبعد منه، والبين أيضًا: الوصل، كقوله (¬7): {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعام: 94].
¬__________
= أخرى كثيرة.
(¬1) مسلم (1780/ 86).
(¬2) البخاريُّ (2781، 4053) من حديث جابر بن عبد الله.
(¬3) السابق بنحوه.
(¬4) "الموطأ" 2/ 986، البخاريُّ (5146، 5767) من حديث ابن عمر، ومسلم (869) من حديث عمار.
(¬5) في (س): (ومنه).
(¬6) "الموطأ" 2/ 925 من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬7) ساقطة من (س).

الصفحة 559