كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 1)
يشرفون على مكة، والصواب الأول، وهم الرجالة، وهم أيضًا أصحاب ركاب الملك والمتصرفون له، والذي في السير: أن أبا عبيدة جاء بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا يرد رواية: "السّاقَةِ" وفي الأم أيضًا في الحديث الآخر: "وَأَبُو عُبَيْدَةَ علَى الحُسَّرِ" (¬1).
قول عبد الله بن عمرو: "إِنِّي أَجِدُنِي" (¬2) روي بالنون وبالباء، وبهما قيده الأصيلي، وصوابه: بالباء، أي: أجد بي قوة على أكثر من ذلك، كما قال: "إنّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ" (¬3).
في باب كيف الحشر: "كالشَّعْرَةِ السَّوْداءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ" (¬4) كذا هنا لِلْجُرْجانِي وهو المعروف في غير هذا الموضع (¬5)، وعند غير الجُرْجانِي هنا: "الأحْمَرِ" (¬6).
وقوله في البيت الذي أنشده البخاري: "وَرَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ البَيْضَ ضاحِيَةً" (¬7) كذا للكافة، وفي رواية أبي الوليد عن أبي ذر: "البِيْضَ" يعني السيوف، والأول الصواب إلّا على من يرى حذف باء الإلزاق، كقوله:
¬__________
(¬1) مسلم (1780) من حديث أبي هريرة
(¬2) مسلم (1159) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
(¬3) البخاري (1978) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
(¬4) البخاري (6528) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬5) البخاري (3348).
(¬6) مسلم (221) من حديث ابن مسعود.
(¬7) البخاري، كتاب التفسير، في باب قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] بعد
حديث (4684)، وهو لتميم بن مقبل، عجزه:
ضَرْبًا تَوَاصَى بِهِ الْأَبْطالُ سِجِّينَا
الصفحة 568
592