كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي - الرشد (اسم الجزء: 1)

وقد أقام الله عَزّ وجَلّ قوما من صحابة نبينا صَلى الله عَليه وسَلم والتابعين بعدهم، وتابعي التابعين وإلى يومنا هذا من يبين أحوالهم، وينبه على الضعفاء منهم، ويعتبر رواياتهم فعُرِف بذلك صحيح الأخبار من سقيمها، حِسبَةً منهم في ذلك، وحذر أن يكونوا ممن قال صَلى الله عَليه وسَلم: «من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين»، وهم في المرتبة التي يُسمع ذلك منهم، ويُقبل قولهم فيهم لمعرفتهم بهم، إذ هو عِلْمٌ يدق، لا يحسنه إلا من فهمه الله ذلك.
وأنا ذاكر أساميهم، ومبين فيهم الوجه الذي استحقوا به قبول قولهم في رواة الأخبار، وذاكر في كتابي هذا كل من ذُكِر بضربٍ من الضعف، ومَن اُخْتُلِف فيهم، فجرحه البعض وعدله البعض الآخرون، ومرجح قول أحدهما مبلغ علمي من غير محاباة، فلعل من قبح أمره أو حسنه تحامل عليه، أو مال إليه، وذاكر لكل رجل منهم مما رواه ما يُضَعَّفُ من أجله، أو يُلْحِقه بروايته له اسم الضعف لحاجة الناس إليها لأقربه على الناظر فيه.
وصنفته على حروف المعجم ليكون أسهل على من طلب راويا منهم، ولا يبقى من الرواة الذين لم أذكرهم إلا من هو ثقة أو صدوق، وإن كان يُنْسَب إلى هوى وهو فيه متأول،

الصفحة 84