كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

عامر في "الوزارة والوزراء" وفي "الحجاب" (¬1)، ونقل عن ابن حَيان مرّات وعبَّر عن إعجابه به فقال: "التاريخيُّ الحافظُ الحافل" وامتَدح كلامَه ووَصَفَه بالحُسْن والتنميق، وأشار إلى ملحوظة دقيقة تتعلّق بتصرُّفه في كلام أحمدَ الرازيّ الذي ينقُله في "المقتبس" (¬2)، وانفرد -فيما نحسَب- بالنقل عن كتاب عبد الله الحكيم في "أنسابِ العرب والبربر الداخلينَ إلى الأندلس" (¬3)، كما نقَل عن ابن حَزْم ولا سيّما "الجَمْهرةُ" (¬4)، ونجد لديه نقولًا من كتاب عَرِيب في تلخيص الطّبري لا توجَدُ في المطبوع (¬5)، ووقَفَ على تاريخ إلبيرةَ للمَلّاحي وعلى "شجرته" في أنساب العرَب والعجَم بخطِّه وأثنى عليهما ووَصَفَهما بالإبداع والإتقان (¬6).
وابن عبد الملك ينقُل عن "المنِّ بالإمامة" "وثورة المُرِيدينَ" لابن صاحب الصّلاة في بعض المناسبات، ولقد لفَتَ نظرَنا إلى نقطة غَفَل عنها دارسو هذا المؤرِّخ، وهي تتعلّق بمصدره في أخباره، ومستنَده في تاريخه، فقد قال في ترجمة أبي القاسم محمد بن ثَوابةَ الإشبيلي: "وله عناية بالتاريخ، وعنه أخَذَ أبو محمد ابنُ صاحب الصّلاة، وبه انتفَع في تأليفه المشهور" (¬7). وإذا كان ابنُ صاحب الصلاة في السِّفر الموجود لم يسمِّ شيخَه الذي اعتمَد عليه فإنّ ابنَ عبد الملك رأى من الإنصاف والأمانة العلميّة الإشارةَ إلى دوره وراء ذلك المؤلّف الممتاز، ولعلّه هو الذي اكتفَى بالإشارة إليه بعبارة: "قال الراوي" عدّة مرات وأبَى ابن عبد الملك إلا أن يُفصحَ عن اسمه.
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 5/الترجمة 892.
(¬2) المصدر نفسه 1/الترجمة 231.
(¬3) المصدر نفسه 1/الترجمة 291 و 6/الترجمة 599.
(¬4) انظر فهارس الذيل والتكملة.
(¬5) الذيل والتكملة 5/الترجمة 291.
(¬6) المصدر نفسه 6/الترجمة 1113.
(¬7) المصدر نفسه 6/الترجمة 869.

الصفحة 103