كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
أمّا السّالميُّ فقد ذكَرَ في ترجمته أنّ كُتبه في التاريخ مفيدة، ووقَفَ على بعضِها بخطِّه، ومنها: "دُرَر القلائد وغُرَر الفوائد في أخبار الأندلس وأمرائها، وطبقات علمائها وشعرائها"، ونَقَل مقدَّمتَه، كما وقَفَ على مختصره الذي سماه: "عبرةَ العِبَر وعجائبَ القَدَر في ذكْر الفتن الأندَلسيّة والعُدْويّة بعد فساد الدولة المُرابِطيّة"، وقال في الكتاب الأول: "وقد وقَفتُ له في هذا الكتاب على أغلاطٍ وأوهام نَحْوية، وضروب من الخَلَل في الهجاءِ الخَطّي، مصدرُ بعضها -فيما أرى- الغفلة، ولا جوابَ عن بعضها إلا الغفلةُ والجَرْيُ على المألوف من عبارة العوامّ". وكتابُ "دُرر القلائد وغُرر الفوائد" المذكورُ، من كُتُب التاريخ التي نقَل منها المؤرِّخ ابن عِذاري وسرَدَها في مصادر كتابه: "البيان المُغرب" (¬1).
ومعَ أنّ ابنَ عبد الملك لم يؤلِّف في التاريخ العامّ ولم يُخلِّف فيه إلا "الفَذْلَكات" التي أشرنا إليها، فقد نقَل عنه أصحابُ المدوَّنات التاريخيّة وفي طليعتهم بلدِيُّه ابنُ عِذاري، وذلك في القسم المتعلّق بتاريخ الموحِّدين من كتاب "البيان".
وممّا صرَّح فيه باسمِه والنقل عنه (¬2):
1 - نصٌّ يتّصل بفتح الموحِّدينَ لإشبيليَةَ سنة 541 هـ، ويصوِّر وصُولَ عبد العزيز وعيسى أخوَي المَهْديّ ويصلاتن ابن عمِّهما إلى إشبيلِيَة على رأس جيش من الموحِّدين، ويَنسُبُ إليهم أفعالًا سيّئة، ويبدو أنّ هذا النصَّ من جملة "فَذْلكةٍ" تاريخيّة ساقها ابنُ عبد الملك في ترجمة عبد المؤمن في "الذّيل" وينبغي أن تكون هذه الترجمةُ في السِّفر السابع المفقود.
2 - نصٌّ طويل (¬3) يتعلّق بنكبة الوزير الكاتب أبي جعفر أحمدَ بن عَطِيّة، والظاهرُ أنّ ابنَ عذاري نقَلَه من ترجمة المذكور في السِّفر السابع المفقود أيضًا،
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 6/ 7، وانظر مقدمة البيان المغرب.
(¬2) نص جديد من البيان المغرب نشر في مجلة المعهد المصري بمدريد، المجلد العشرون ص 85.
(¬3) البيان المغرب (القسم الموحدي): 35، 36.
الصفحة 104
784