كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

التجزئة، كما تدُلّ على ذلك الأجزاءُ أو الأسفار التي بين أيدينا، وقد يُفهَم من قول ابن الزُّبير: "ولم يتمَّ له مَرامُه منه إلى أنْ لحِقَته وفاتُه" أنّ ابن عبد الملك توفِّي وهو لم يفرُغْ بعدُ من كتابه، ولعله إنّما يشيرُ إلى ما بقي عليه فيه من تنقيح وتتميم كما يدُلُّ على ذلك البَيَاضاتُ التي نجدُها فيه (¬1).
وعلى كلِّ حال فقد أخرَج ابنُ عبد الملك كتابَه في حياته، وممّن رواه عنه: ولدُه أبو عبد الله محمد، والقاسمُ التُّجيبيُّ السَّبتي، وجماعة من أصحابِه ذكَرَهم ابنُ مرزوق ولم يُسمِّهم.
ونحسَبُ أنّ روايةَ أبي عبد الله محمد ولد المؤلِّف عُرِفت في الأندَلُس بعد هجرته إليها، ولعلّ النسخةَ التي نقَلَ عنها ابنُ الخطيب في "الإحاطة" والنُّباهيُّ في "المرقبة" كانت من رواية ابن عبد الملك الابن، فهو من شيوخِهما.
وأمّا روايةُ القاسم بن يوسُف التجيبيِّ فلعلّها أن تكونَ أوثقَ روايات "الذّيل والتكملة"؛ لِما تمتازُ به من التعليقات المفيدة والتحقيقات الجيِّدة والتذييلات النافعة كما يدُلُّ على ذلك سِفْرانِ وَصلا إلينا من الكتاب بهذه الرواية، أحَدُهما: الخامس، وهو في دار الكتب المصرية، والآخَر: السادس، وهو في المكتبة الوطنيّة بباريس، وأصلُهما معًا من نسجة تامّة كانت في مُلك ابن مرزوق الجَدّ.
وقد جاء في آخِر السِّفر الخامس المذكور ما نصُّه: "نَجَز السِّفرُ الخامس من كتاب الذّيل والتكملة لكتابَي الموصُول والصّلة من تصنيف شيخِنا القاضي النّبيل أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الملك رحمه الله، يتلوه في السادس إن شاء اللهُ: محمدُ بن أحمدَ بن عبد الملك بن موسى بن موسى بن عبد الملك بن وليد بن محمد بن وليد بن مروانَ بن عبد الملك بن أبي جمرة".
¬__________
(¬1) يستعمل ابن عبد الملك في بعض المشكلات المعلقة بعض العبارات مثل "اجعله من مباحثك" أو "ابحث عنه" أو "ولعل الله يطلع على الجلاء في ذلك". انظر الذيل 1/الترجمة 63،724 و 5/الترجمة 170 و 8/ 160.

الصفحة 123