كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
ابنُ الزُّبير بخطورة ذلك وثقله"، وهو يشير إلى قول ابن الزُّبير- متحدِّثًا عن "الذّيل والتكملة"-: "ألزَمَ نفْسَه فيه ما يعتاصُ الوفاءُ به من استيفاء ما لم يلتزمْه ابنُ بَشْكوال ولا الحُمَيْديّ ولا ابنُ الفَرَضي ومَن سلَكَ مسلكَهم، وقد ذكرتُ مقصِد هؤلاء الأئمة في ذلك في أول كتابي هذا، وفي آخِره، بأشفى ممّا ذكرتُ هنا، لا جرَمَ أنّ ترجمة كتابه بالذّيل والتكملة تستلزمُ ما عَزَمَ عليه وتُطابقُه، إلا أن مقصِد من تقدّم ذكره ليس ذلك، وهما مقصدانِ ومقصِدُه منهما وافٍ بما قَصدَه الآخرون وزيادة لا تعيبُ مقصِدَهم، وفيها زيادة فائدة، نفَعَه اللهُ ونفعَهم بمنّه" (¬1).
لقد استدرك ابن عبد الملك على ابن الفَرَضيّ ومن تلاه بعضَ أعلام القرون الأولى، ولكنّ معظمَ تراجم كتابه هم من أهل القرنين السادس والسابع، وهو حينما يعيدُ كتابةَ التراجم الموجودة عند سابقيه فإنّما لزيادة فائدة وإضافة شيء جديد أو لتصويب بعض الأخطاء والتنبيه على ما فيها من أوهام، ويبدو هذا عند معارضة تراجمه بتراجم "التكملة" لابن الأبّار أو "صلة الصِّلة" لابن الزُّبير.
2 - طُول التراجم: كانت التراجمُ في بدايتها عند المحدِّثين -مثل البخاريِّ ومن اقتدى به من مؤلفي كتب التراجم والرجال -مبنيّة على الاختصار، أمّا تراجمُ ابن عبد الملك فإنّها "طويلةُ النفَس بالقياس إلى ابن الزُّبير وغيره من مؤلِّفي التراجم السابقينَ من علماءِ الأندلس" (¬2)، وابنُ عبد الملك في هذا الاتجاه شبيهٌ ببعض أعلام المدرسة المَشْرقية في كتابة التراجم من أمثال ابن خَلّكان والذّهبي والصَّفدي، وابنُ عبد الملك لا يقتصرُ في الترجمة على اسم المترجَم وسَرْد بعض شيوخه، وقد يكون واحدًا، كقول ابن الفَرَضيّ في المحمدِيْن: "محمدُ بن فَرْحون
¬__________
(¬1) انظر مقالته "صلة الصلة لابن الزبير والذيل والتكملة لابن عبد الملك" (مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد العدد الثالث 1955).
(¬2) المصدر السابق.
الصفحة 128
784