كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
كتاب "الجُمَل" وكتاب "الحماسة" معدودَيْنِ من كتب المبتدئينَ في برنامَج التعليم على عهد ابن عبد الملك حسبما ذكر هو نفسُه في كتابه (¬1).
2 - ومن الشيوخ الذي درَس عليهم في مَرّاكش وهو يافعٌ بعدُ: أبو القاسم أَحْمد بن محمد البَلَويّ، قال ابن عبد الملك في ترجمة أَحْمد بن فَرَج: "وقَدِم على مَرّاكُش بعد الخمسين وست مئة، وصَحِبَنا مدّة عند شيخَيْنا أبي زكريا ابن عتيق وأبي القاسم البَلَوي" (¬2). وهو يشرح لنا ما قرأ على هذا الشيخ في قوله: "وقرأت عليه كثيرًا من الحديثِ والآداب، وتلوتُ عليه بعضَ القرآن برواية وَرْش، وتدرَّبتُ بين يديه في علم العَروض، وصنعة الحساب، وعمل الفرائض، وأجاز لي إجازةً عامة، وكان عدَديًّا مهندسًا فَرَضيًّا عَدْلًا مَرْضيًّا شديدَ الشّغَف بالعلم حريصًا عليه لا يأنَفُ من استفادته من الصغير والكبير، ولقد ذاكرني بمسائلَ وأنا ابن ستَّ عشْرةَ سنة أو نحوها، فذكرتُ له ما عندي فيها ثم بعد حين وقفت عليها مقيَّدةً بخطه وقد ختمها بقوله: "أفادنيها الطالبُ الأنجبُ الأنبل أبو عبد الله ابنُ عبد الملك حفِظَه الله" (¬3). وروى عنه مؤلفاتِه في العروض والقوافي، وهي: "المقطوفُ من تدقيق وَضْع الميزان لعلم العروض والأوزان" و"المعطوف من تحقيق العِيان للفَرْش والمثال في غاية البيان" و"عُمدة الاقتصار وزُبدة الاختصار" كما سمع مجموعَه في الأدب الذي سماه: "روضَ الأديب والمَنْزهَ العجيب" وهو كتاب في منتقى الأشعار مرتّب على فنون الشعر وأغراضه ضاهَى به "حماسة" الجُراوي. ولا تمثِّل هذه إلا مقدارَ الربع بالقياس إليه، مع أن البَلَويَّ لم يُنجز من الكتاب المذكور إلا نحوَ ثلثه حسب مخططه، ثم "عجَزَ للكبرة عن إتمامه" كما يقول ابن عبد الملك (¬4). ويُفهم من حديث ابن عبد الملك أنه كانت
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 5/الترجمة 457.
(¬2) المصدر نفسه 1/الترجمة 484.
(¬3) المصدر نفسه 1/الترجمة 674.
(¬4) المصدر نفسه.
الصفحة 16
784