كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

الرواية كما يقول الحافظ ابن الزُّبير (¬1)، كما قرأ عليه علومَ الحديث والفقهَ وأصُوله، وعلمَ الكلام، وعلوم العربية، والآدابَ وغيرَها.
استفاد ابنُ عبد الملك كثيرًا من شيخه الرُّعينيّ، واستفاد الشيخ من تلميذه النجيب أحيانًا بعضَ الفوائد العلمية والأدبية، وكانت الصّلةُ بين الرجلين أقوى من التلمذة والمشيخة وأقربَ ما تكون إلى الصّحبة والزَّمالة، وفي هذا يقول ابنُ الزُّبير: "وكان الكاتبُ أبو الحَسَن الرُّعَيني يَستحسن أغراضَه ويستنبل منازَعه، وكتب له على بعض كتبه بخطه بصاحبي ومحلِّ ابني، لفَتاءِ سنِّه وفائقي نباهةِ خاطره وذكاءِ ذهنه، وكان (ابنُ عبد الملك) يفخرُ بذلك" (¬2).
وصلَتْ إلينا إجازةُ الرُّعيني لابن عبد الملك مؤرَّخة في 664 هـ أي: قبل وفاة الرُّعيني بسنتين، وفي هذه الإجازة حَلّى الشّيخ تلميذه بحُلى منها: "الفقيهُ العارف الأديبُ المحصِّل"، كما حَلّى والده بالفقيه الصالح الفاضل المرحوم، وامتَدح نبوغَه ونباهته، وذكر أنه قرأ عليه بلفظه برنامجَه المعروف ثم ناوَلَه إياه، وأباح له أن يرويَ كل ما شَذّ عن البرنامَج إذا صَحّ عنده، كما أجاز له كل مجموعاته ومؤلفاته ومرويّاته "وما استَحسَنَ أن يرويَه من نظمي ونثري وما يُلفيه من منشَدات شيوخي، وما أحمله أو أنتحلُه .. فهو أهل لذلك" (¬3).
كان ابن عبد الملك صاحبًا لأبي الحُسَين محمد وَلَد شيخِه الرُّعَيْنيِّ الذي توفِّي في حياة والده، وقد حضَر جنازتَه وروى بعضَ ما أنشِد على قبرِه بعد الفراغ من مواراته ونعَتَه بالأنجب (¬4).

4 - كما نصَّ من جهةٍ ثانية على أنه روى عن أبي محمد عبد الله الرُّعَيْنيّ شَقِيق شيخه أبي الحَسَنُ وسمّاه من شيوخه.
¬__________
(¬1) صلة الصلة 3/الترجمة 36.
(¬2) المصدر نفسه.
(¬3) انظر صورتها في برنامج الرعيني.
(¬4) الذيل والتكملة 6/ الترجمة 310.

الصفحة 20