كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
5 - ومن الشيوخ الذين دَرَس عليهم ابنُ عبد الملك بمَرّاكُش: المؤرِّخُ القاضي أبو محمد حَسَنٌ ابن القَطّان، ذكره من شيوخه في الموجود من"الذّيل"، وروى عنه أزَيدَ من عَشْر مرات.
وقد يكون تحدَّث عن مبلغ صلته به، وما دَرَس عليه، في ترجمته له من قسم الغُرباء المفقود إن كان على شرط كتابه، ويخبرنا الؤلّف أن شيخَه هذا هو الذي وضع العناوين المسجوعة لبعض مؤلَّفات والده الحافظ، ويبدو أنّ ابنَ عبد الملك يرويها، أو بعضَها، من طريقه، وسنذكر فيما بعدُ عمله في كتاب "بيان الوهم والإيهام" أشهر مؤلفات ابن القَطّان الأب، ولا بدّ أنّ المؤلِّف أخذ عن شيخه ابن القطَّان الابن كُتبَه التي ألّفها للخليفة المرتضَى، ومنها: "نظمُ الجُمان" وقد نُشِرت قطعة منه، و"شفاء العِلَل في أخبار الأنبياء والرسل" و"المناجاة" و"المسموعات" و"الرَّوضاتُ البهيّةُ الوَسِيمة في الغزَوات النبَويّة الكريمة" وهي في خزانة القَرَويِّين في نُسخة كُتبت للمرتضَى بتاريخ 662 هـ، و"الأحكام في معجِزات النبيِّ عليه الصلاةُ والسلام" وقد رَجَّزه أبو الحسن الجَيّانيّ وأبو الحسن الرّهوني، ويوجد الأصل وترجيزُه الثاني مخطوطَيْنِ في خزانة القَرَويين (¬1). ولا بدّ أنّ اهتمامَ ابن عبد الملك بالتاريخ يرجِعُ شيءٌ منه إلى شيخه هذا، وقد ذكر في ترجمته لخاله ابن الفاسيِّ أنّ ابن القَطّان صَحِبَ خالَه المذكور طويلًا واشترك معه في الأخذ عن الشيوخ وأنه كان يشهَدُ "بتبريزه في النُّبل والاشتمال على خلال الفضل"، ولا بدّ أنّ ابن القَطّان رَعى ابنَ عبد الملك وعُني به من أَجل هذا ونحوه، ولكنّ ابن عبد الملك، بصراحتِه المعهودة وصرامته في النقد العلميِّ وغيره، لم يَغُضَّ الطّرف عن تَعداد ما كان يُنْعى على والد شيخِه المذكور، وهذه شَنْشنتُه في عدم التوقف عن سرد المآخذ العلميّة وغيرها حتى ولو كانت تتعلق بشيوخه، وقد رأينا آنفًا نقدَه لشيخه أبي الحَسَن الرُّعَينيّ.
¬__________
(¬1) البيان المغرب: 453 (القسم الموحدي) وفهرس مخطوطات خزانة القرويين.
الصفحة 21
784