كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
6 - ومن شيوخ المؤلِّف في مَرّاكُش، الذين سماهم في كتابه عدّة مرات: الفقيهُ القاضي أبو إسحاق إبراهيمُ بن أَحْمد ابن القَشّاش، وهو مَرّاكُشيٌّ ينتمي إلى الأَوْس مثل ابن عبد الملك، ووَلِي قضاء الجماعة في عهد الواثق أبي دَبّوس آخِرِ الموحّدين، وذلك في وقت اختلّت فيه "الأمورُ والأحوال، وكثُر فيه وفي غيره من بعض النَّاس الأقوال" وكان قد بلغ يومَئذٍ نيِّفًا وثمانينَ سنة، فكتب إلى الواثق رسالة طويلة يرغَبُ إليه أن يأمُر"بأحد شيئين: إمّا بصرفه وإراحته بالإعفاء، وإما بنصره وشدِّ أزره"، وقد تمسَّك به الخليفة وأمر بالبحث عن المتكلِّمين في الخُطة وصاحبها "والنظر في قضيتهم بما يظهر له" (¬1).
أمّا ما قرأه ابن عبد الملك على هذا الشيخ فربّما عَرَضَ له في ترجمته في قسم الغُرباء المفقودِ الآن، ولعله على شرطه، ونستنتجُ من المرّات التي ذُكِر فيها في "الذيل" أنه أخذ عنه ما يرجع إلى رواية الحديث والفقه، وهذا نموذجٌ مما رواه عنه، قال: "قرأتُ على شيخنا أبي إسحاق ابن القَشّاش بمَرّاكُش، قال: قرأتُ على الشيخ الحاجِّ الراوية أبي عبد الله الأنْدَرْشيّ، قال: أنشَدَني الحافظ الإِمام أبو القاسم عليُّ بن الحسن، قدّسه الله، ابن عساكر لنفسِه:
واظِبْ على جَمْع الحديث وكَتْبِهِ ... واجهَدْ على تصحيحِه في كُتْبِه" (¬2)
7 - ومن شيوخه المَرّاكُشيّينَ أَيضًا: أبو عبدُ الله محمد بن عليّ بن يحيى المدعوُّ بالشريف -شُهرةً لا نسبًا- المتوفّى بمَرّاكش عام 682 هـ. ولي قضاء الجماعة بمَرّاكش في عهد أمير المسلمين يعقوبَ بن عبد الحق المَرِيني (¬3). كان "يدرِّس "كتابَ سيبويه" والفقهَ والحديث، ويميل إلى الاجتهاد، وله مشاركة
¬__________
(¬1) الورقات الأخيرة من البيان المغرب: 4 - 5.
(¬2) الذيل والتكملة 6/ الترجمة 90.
(¬3) الذخيرة السنية: 86.
الصفحة 22
784