كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

"وقد كان يَظهرُ ذلك منه، ولعلّه بالإجازة، والله أعلم". وفي ترجمته إيرادٌ لبعض شعره مما نقله ابن عبد الملك من خطّه (¬1).

14 - ومن هؤلاء أَيضًا: نديمُ الأمراء أبو بكر الجلمانيُّ الإشبيليّ الذي توفِّي بمَرّاكُش في حدود الستينَ وست مئة. قال: "كان حاضرَ الذّكر للآداب والتواريخ والأشعار، ممتِعَ المجالسة، جالسته طويلًا ... وكانت بينه وبين أخوالي صحبة متأكِّدة" (¬2). وأشار إليه في موضع آخَرَ -في معرض الحديث عن أبيات لأبي زَيْد الفازَازي- ووصَمَه بالانتحال والكذِب، فقال: "نقلتُها (أى: الأبيات) من خطّ شيخنا أبي الحَسَن الرُّعَيْني وأنشَدتها عليه قال: أنشَدنيها الفقيهُ أبو زيد الفازازي لنفسِه، وانتحَلَها أبو بكر الجلمانيُّ وكذَبَ، سمح اللهُ له" (¬3). هكذا هو ابن عبد الملك في وقوعه على الهَفَوات وتسجيله للعثَرات، ولا نعرف أين ادّعى الجلمانيُّ الأبياتَ المشارَ إليها, ولعل المؤلّفَ سَمِعه ينسُبُها إلى نفسه.

15، 16، 17 - ومن شيوخه الذين درَس عليهم في مَرّاكُش وسماهم عَرَضًا في كتابه ولا نعرف عنهم كبيرَ شيء: أبو محمد عبدُ الواحد بن مخلوف بن موسى المَشّاط، وأبو القاسم المطماطيّ، وأبو الحَسَن الكفيفُ، سمّاهم في شيوخه وذكَرَهم جميعًا في الآخِذين عن أبي الحَسَن ابن القَطّان، كما أشار إلى الأول منهم عند ذكْرِ وفاة قاضي الجماعة بمَرّاكُش أبي بكر ابن حَجّاج سنة 654 هـ فقال: "وصَلّى عليه بالمُصلَّى على الجنائز في جوفي خارج الجامع المذكور (الجامع الأعظم الأعلى) القاضي بعدَه أبو محمد عبدُ الواحد بن مخلوف بن موسى الهزميريُّ المَشّاط، وحضرت جنازته والصلاة عليه في خَلْق لا يُحصَوْن كثرة" (¬4).
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 6/الترجمة 133.
(¬2) المصدر نفسه 6/الترجمة 327.
(¬3) المصدر نفسه 4/الترجمة 229.
(¬4) المصدر نفسه 6/الترجمة 40.

الصفحة 27