كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
مسَلسَل بالمصافحة، وحديث طعام البخيل، وبعضَ نظم المحدَث ابن أبي قوة، وردُّه على ابن غَرْسيّةَ الشُّعوبيِّ، وأشعار في ترجمة الطبيب أبي جعفر الهَمْدانيّ، وغير ذلك مما هو مبثوث في "الذّيل والتكملة"، كما حمل عنه فِهرِسةَ أبي الحَسَن ابن القَطّان (¬1).
وقد حصَلَ ابن عبد الملك، الذي كان من المُغالِينَ في جمع الأصول المخطوطة، من أحد أقارب شيخه المذكور على أصل نادر من كتاب "تقييد ما يقع فيه التحريف ولا يؤمَنُ فيه التصحيف لرواة العلم من أهل الأندلس" ووصَفَه بأنه "أصل صحيح أراه كُتب في حياة المصنِّف، وأقدم الآثار في كونه لأبي عُمَر بن عيّاد ثم لأبي الخَطّاب بن واجب ثم لابن عمِّه أبي الحَسَنُ ثم وَهَبَه لأبي عبد الله المومناني، ثم أتحفَني به الصاحب الأودُّ في الله الأفضل أبو عبد الله بن عيسى الماقريُّ مُستوطِنُ ثغر آسفي، حماه الله، وكافأ فضلَه وشكر إفادتَه، وقد نقَلَ من هذا الأصل أبو عبد الله ابنُ الأبّار وغيره، وقرأوه على أبي الخَطّاب بن واجب" (¬2).
وزار ابن عبد الملك سَلا التي كانت يومئذ تؤلِّف معَ رباط الفتح مدينةً واحدة يوَلّى عليهما والٍ واحد وقاضٍ واحد ومُشرفٌ واحد وفي بقية الخُطط الكبرى كذلك، ولم نقفْ في الأسفار الموجودة من"الذّيل" على زيارته -أو زياراته- لها وتاريخها, ولكننا وقَفْنا على ما يشيرُ إليها، ويدُلّ على معرفته بها وبأهلها، قال في ترجمة أبي العباس البكريِّ الشَّريشيّ الذي استَوطنَ سَلا واستُقضي بها: "ولأحمد المترجم به عَقِب بسلا إلى الآن" (¬3)، وقد أورد النُّباهيُّ
¬__________
(¬1) انظر الذيل والتكملة 1/الترجمة 841، 4/ الترجمة 87، 5/الترجمة 313، 685، ومذكرات ابن الحاج النميري: 103.
(¬2) الذيل والتكملة 5/الترجمة 685.
(¬3) المصدر نفسه 1/الترجمة 231.
الصفحة 33
784