كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

قصيدة لزومية لابن عبد الملك في التشوق إلى سلا وأحبّتِه فيها، وهي جواب عن رسالة وردت عليه من أحدهم، وأولها [من الكامل]:
يا عاذليَّ دَعا الملامة أو سَلا ... عن صادقٍ في الحبِّ مثلي هل سلا
كيف السُّلوُّ ولي بحُكم البَيْنِ في ... مَرّاكُشٍ جسمٌ وقلبٌ في سلا
ومنها مشيرًا إلى كتاب صديقه [من الكامل]:
وافَى إليّ على البعادِ كتابُهُ ... فبمهجتي أفدي كتابًا أُرْسِلا
ومنها [من الكامل]:
من لي بتيسير المسير إليكمُ ... فأصمِّمَ العزمَ الذي لن يَكسَلا
وأُصارمَ القُربى وأهجرَ موطنًا ... وأجوبَ حَوْماتٍ لأُنسي في سلا
فلو القضاءُ أتاح ما عُلِّقتُهُ ... ما كنت ممن في البِدارِ ترسَّلا
حتى أحلَّ مثابةَ الفضل الذي ... لِسواه قلبي بعدَه ما استرسَلا (¬1)
وابن عبد الملك يُعارض قطعةَ لابن عَمِيرةَ أولهُا [من الكامل]:
يا صاحبيَّ وللفراقِ صبابةٌ ... عما بقلبي من لواعجِها سلا
ولا نعرفُ الآنَ صاحبَ الرسالة التي أجابه عنها بالقصيدة المذكورة، ولعلّه عَرَضَ لها ولمناسبتِها في أحد الأسفار المفقودة من "الذّيل والتكملة".

24 - ومن شيوخ ابن عبد الملك السَّلَويِّينَ: أبو عبد الله محمدُ بن إبراهيم بن عُمر السَّلَويّ الخَطيب ابن البَراذعي، ذكره في الآخِذين عن ابن عَمِيرة المخزوميِّ الذي وَليَ قضاء العُدوتَيْن، وأغلبُ الظنِّ أن ابن عبد الملك لقيه في سلا.

25 - أما فاسُ، التي كانت المدينةَ العلمية الثانية بعدَ مَرّاكُش في عهد الموحِّدين ثم عادت إليها أوليتها في عهد بني مَرِين، فقد زارها ابن عبد الملك
¬__________
(¬1) المرقبة العليا: 131.

الصفحة 34