كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

أكثرَ من مرة، ويبدو أنه كان فيها في سنة 655 هـ، وهي سنةُ وفاة شيخه أبي عبد الله محمد بن يوسُف المَزْدَغي، فقد وصف جنازتَه وتكلّم في ترجمته على تاريخ توليه الإمامةَ بجامع القَرَوِّيين الأعظم سنة 653 هـ، وأولَ صلاةٍ وآخرَ صلاة أمَّ فيها، ممّا قد يُشعر بحضوره في كل ذلك. وقد عَدَّ من أصحابه حفيدَ شيخِه المذكور، قال في ترجمة محمد المومنانيِّ الابن: "وذكَرَ لي الخطيبُ الفاضل صاحبُنا أبو الحُسَين بن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله المَزْدغيّ أنه عَزَمَ وقتًا على التزوُّج، فارتاد في بيوت أهل فاس، فأشار عليه أبو الحَسَن بن زرنبق بابنة أبي بكر هذا (المومنانيّ) وقال: لا تَعدِلْ عنها فإنها من أهل البيت النَّبويّ الكريم، فعمل على إشارته وتزوّجها فهي أُمُّ بنيه: أبي الفضل وغيره" (¬1).

26 - وممّن لقيَهم في فاسَ: أبو عبد الله المومنانيُّ الابن، قال: "لقيته كثيرًا بفاس وجالسته طويلًا، وخبِرت منه جَوْدةً وسلامةَ باطن، وكان له تعلّق بطرف من الرواية" (¬2)، ولم يذكر وفاته، مما قد يدُلّ على أنه كان حيًّا وقت إنجاز كتابه الذي استمرّ في تحريره حتى سنة 702 هـ, أي: قبيل وفاته بقليل، وهذا الفاضل في طبقة أصحابه وإن كان أسنَّ منه.

27 - ومن شيوخ ابن عبد الملك الفاسيِّين: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم البَكْريُّ الفاسيّ، سماه في الآخِذينَ عن أبي الحَسَن الشارِّي (¬3)، ولم نقفْ على ترجمته أو ذكْرِه في مكانٍ آخر، ولعلّ المؤلّفَ لقيه في فاس.

28 - ومن شيوخه الفاسيّين الذين أخذ عنهم في صِغره: أبو محمد العراقيُّ، المتوفَّى سنة 646 هـ (¬4).
¬__________
(¬1) انظر ترجمة المومناني في السفر الثامن رقم (141).
(¬2) المصدر نفسه.
(¬3) المصدر نفسه رقم (12).
(¬4) السفر الثامن (235)، وترجمته في صلة الصلة 3/الترجمة 264.

الصفحة 35