كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
به ألسِنةُ الخاصّة والعامة وصار رأسَ مال المسمِّعينَ والمغنِّين، وهِجِّير الصادرينَ والواردين ووسيلةَ المُكدِّين، وطرازَ أورادِ المؤذِّنين، ومَطْلبةَ البَطّالين" (¬1).
وهذا كما ترى حديثُ عارف بالرجل خبير بأدبه دارس لشعره، وما نحسَبُ إلا أنه صَحِبه طويلًا في سَبْتة، وربّما في مَرّاكُشَ أَيضًا حينما كان ابن المُرحَّل في حاشية الأمير أبي مالك المَرِيني. هذا وقد ذكر ابن الخَطيب أنّ ابن عبد الملك ذكر شيخَه هذا -ولعله يقصدُ أنه ترجَم له في "الذّيل والتكملة"- ثم قال -وكأنه ينتقدُه-: "فأمّا ابنُ عبد الملك فلم يستوفِ له ما استوفى لغيره" (¬2).
ونقَل بعضَ كلامه من الترجمة المذكورة (¬3)، وكما أخَذ ابن عبد الملك عن ابن المُرحَّل أخَذ عنه ولدُه أبو عبد الله (¬4).
31 - ومن شيوخ ابن عبد الملك السَّبْتيِّينَ: ابنُ أبي الرّبيع إمامُ النَّحْويين في وقته، ذكَرَه في ترجمة أبي عَمْرو محمد بن زغلل، فقال: "رَوى عنه شيخُنا أبو الحُسَين عُبَيد الله بن أبي الربيع" (¬5)، ولا بدّ أنه أخذ عنه النّحو الذي كان يدرِّسه -كما كان يدرّس غيرَه- في سَبْتة، ولعله تحدّث بشيء من التفصيل عن لقائه إيّاه في سَبْتةَ خلال ترجمته التي لم تصلْ إلينا في "الذّيل والتكملة".
32 - ومنهم: أبو إسحاق التِّلِمسانيُّ المتوفَّى بسَبْتة عام 695 هـ، ترجم له ابن عبد الملك في السِّفر السابع المفقودِ الآنَ، ونقَل من هذه الترجمة ابنُ الخَطيب في "الإحاطة" بالحرف تارَةً وبالتصرّف تارَةً أخرى، قال المؤلّف متحدِّثًا عن علمه وخُلقه وحاله معتمدًا على ما لَمَسَه ورآه: "وخبِرت منه في تَكراري عليه تيقّظًا وحضورَ ذهن، وتواضعًا وحسن إقبال وبِرّ، وجميل لقاءٍ ومعاشرة، وتوسطًا صالحًا
¬__________
(¬1) الإحاطة 3/ 307 نقلًا عن ابن عبد الملك.
(¬2) المصدر نفسه.
(¬3) تقع ترجمة ابن المرحل على هذا في السفر السابع، وهو مفقود.
(¬4) الإحاطة 3/ 324.
(¬5) الذيل والتكملة 6/ الترجمة 266.
الصفحة 39
784