كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

الحَسَن ابن الغَزَال، وأبي القاسم ابن الأصفر، وأبي عبد الله ابن الجَلّاب، وأبي عبد الله المَنُرْقيّ، وأبي عبد الله البرِّي، وأبي عبد الله الأَزْديِّ السَّبْتيّ وغيرِهم (¬1)، وربّما كنّا نعرف أكثر ممّا ذكَرَ لو وصَلت إلينا ترجمةُ المؤلّف له.

35 - وممّن حضَر إقراءهم وجالَسَهم في سَبْتة: أبو القاسم ابنُ الطيِّب الخَضْراوي نزيلُ سَبْتة المتوفَّى بها سنةَ 701 هـ، وقد ترجَمَ له ترجمة جيّدة، قال فيها: "روى عنه غيرُ واحد من طلبة سَبْتة، ولقيتُه بها وجالسته مرّات، وحضرت إقراءة، وكان مجوِّدًا للقرآن العظيم من أحسَن الناس صوتًا به وأطيبِهم نَغَمة في إيراده ذا حظّ صالح من رواية الحديث وعلم الفقه والعربية، شديد القوّة الحافظة، استَظهرَ في صِغره أوانَ طلبِه جُملة وافرة من دواوين العلم" (¬2)، ثم سَرَدَ حوالي 35 مؤلَّفًا مما كان يَستظهرُه في القراءات والسِّير والحديث والنّحو والفقه والأدب واللغة، وهو شيءٌ يجعلُنا اليوم نقفُ متعجِّبينَ معجبين بالِهمم الكبار التي كانت لأسلافنا.
وقد ذكَرَه المؤلّفُ أَيضًا في ترجمة ابن خميس، وأشار إلى غلطِه في نسَبِه فقال: "ونسَبَه أبو القاسم محمدُ بن عبد الرحيم بن الطيّب فقال فيه: محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يحيى بن يوسُف بن يحيى بن خميس، وهو غلَط" (¬3)، كما ذكره في ترجمة سَلَفِه أبي العبّاس المُرسيِّ المقرئ (¬4).

36 - ولقيَ ابنُ عبد الملك في سَبْتةَ: أَبا عبد الله ابنَ الخَضّار، وهو شيخٌ أكمَهُ عُني برواية الحديث وعلومه ورجاله في المغرب والأندلس والمشرق، قال ابن عبد الملك في ترجمته: "رَوى عنه غيرُ واحد من أصحابنا, ولقيته بسَبْتة وحاضرته كثيرًا، وبايَتُّه، وشاهدتُ من ذكائه وحضور ذكره ما يُقضى منه العجَب، وكان
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 1/الترجمة 364، 414، 608، 6/الترجمة 941، 1064، ومواضع أخرى.
(¬2) المصدر نفسه 6/ الترجمة 994.
(¬3) المصدر نفسه.
(¬4) المصدر نفسه.

الصفحة 41