كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
وينطوي هذا الكلامُ على أمرين، أوّلهُما: الإشادة بتضلُّع ابن عبد الملك في التاريخ والأسانيد والنقد التاريخيِّ والإسنادي، ونكاد نلمَسُ شعورَ ابن الزُّبير بتفوّق ابن عبد الملك عليه في هذا كله. والأمر الثاني يُشبهُ أن يكونَ غمزًا خفيًّا بقلّة السماع وعَدَم الاتّساع في رواية الحديث، والحقُّ أنّ ابن عبد الملك يعترف بإمامة شيخه في باب الرواية, ومع ذلك فإنّ ابن الزُّبير وَصَف زياداتِ ابن عبد الملك في الكتاب الجليل الذي جمع فيه بين كتابَي ابن القَطّان وابن المَوّاق بأنها: "زياداتٌ نبيلة" كما اعترف بتفوّقه على من تقدَّمه ومن عاصره في كتابه "الذّيل والتكملة"، ولم ينسَ ابنُ الزُّبير في آخِر ترجمته لصاحبنا أن يشيرَ إلى "ما كان في خُلُقه من حدّة أثمرت مناقشة موتور وجَد سبيلًا إليه فنال منه".
وسنشرح هذا فيما بعد.
40 - ومن شيوخ الأندلس الكبار الذين استجازهم ابنُ عبد الملك وذكَرَهم ذكرًا كثيرًا في كتابه: القاضي أبو عليّ الحُسَين بن عبد العزيز المعروفُ بابن الناظر الغَرْناطيّ، المتوفّى سنة 699 هـ. روى عنه جَمّ غفير، وله تصانيفُ في الحديث والقراءات، منها: "المسَلسَلات" و"الأربعون حديثًا" و"الترشيد في صناعة التجويد" و"برنامَج رواياته"، وقد عدّه المؤلف من شيوخه في تراجم أبي العبّاس القنجايريِّ، وأبي جعفر ابن الفَحّام، وأبي الحَسَنُ سَهْل بن مالك، وأبي الحَسَنُ بن خِيَرة، وأبي الحَسَنُ بن جَبَلة، وأبي عليّ الرُّنْدي، وأبي الوليد ابن الحاجّ، وأبي عبد الرّحمن بن غالب، وأبي عبد الله بن خَلفون، وأبي بكر القُرطُبيّ، ومحمَّد بن عبد الكريم الجُرَشي (¬1). وقد يكونُ ذكَرَه في تراجمِ غيرهم في الأسفار المفقودة في ترجمته له.
41 - ومنهم: أبو جعفرٍ الطّباعُ الغَرْناطيّ، المتوفَّى سنة 680 هـ. ترجم له المؤلّفُ وقال فيه: "كان من أهل التفنُّن في المعارف، والحِذْق فيما ينتحلُه من
¬__________
(¬1) انظر الذيل والتكملة 1/الترجمة 34، 414، 4/الترجمة 203، 229، 5/الترجمة 322، 669، 780, 6/الترجمة 89، 261، 324، 697، 1064.
الصفحة 48
784