كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

وابن مَسْعود، والصّبيحيُّ، وكتَبَ إليّ وإلى بنيَّ الخمسة من تونُس" (¬1). وابن رُشَيْدٍ هو مؤلّف "مِلْءِ العَيْبة" المشهورة، وابن مَسْعود هو العَبْدَريُّ الحاحيُّ صاحبُ الرّحلة المعروفة، وأما الصّبيحي فلم نهتدِ إليه، ونحسَبُ أنّ كتاب ابن الغَمّاز، الذي وَصَل إلى صاحبنا مشتملًا على الإجازة له ولأبنائه، قد وَصَل إليه صُحبةَ أحد المذكورين وإن لم ينصَّ على ذلك.

52 - ويعتزُّ ابن عبد الملك بمشيخة ابن دقيقِ العيد شيخ الجماعة بالدّيار المِصريّة في وقته، ويحدِّث عنه بكلِّ تجِلّة واحترام؛ قال في ترجمة الشاطبيِّ إمام القراءات بعد أن ساق حكايةً غريبة في حفظِه العجيب وقعَتْ في مصر: "حدّثنا بهذه الحكاية شيخُنا الإِمام تقيُّ الدين أبو الفتح محمد بن عليّ بن وَهْب بن مُطيع ابن أبي الطاعة القُشَيْريّ ابنُ دَقيق العيد رضيَ اللهُ عنه إجازة، وحدّثنا أَيضًا إجازة، قال: وقال لي صِهرُه (أي: صهرُ الشاطبيّ) أبو الحَسَنُ عليُّ بن سالم بن شُجاع، وكان أَيضًا ضريرًا وأخَذ القراءاتِ عنه: أردتُ مرة أن أقرأ شيئًا من الأصُول على ابن الوَرّاق، فسمع بذلك فاستدعاني فحضرتُ بين يديه، فأخَذ بأُذُني، ثم قال لي: أتقرأُ الأصول؟ فقلت: نعم، فمَدَّ بأُذني، ثم قال لي: من الفضول، أعمى يقرأُ الأصول" (¬2). ونقَل عنه في موضع آخَرَ من كتابه قائلًا: "وأخبرني الإِمام الأوحَدُ تقيُّ الدين أبو الفتح محمدٌ ابن الإِمام مَجْد الدين أبي الحُسَين عليّ بن وَهْب بن مُطيع بن أبي الطاعة القُشَيري ابن دقيق العيد مكاتبةً (¬3) من مصر، قال: أنشَدَني الفقيه المفتي هارونُ بن عبد الله بن هارون بن الحُسَين بن أَحْمد المَهْرانيُّ قديمًا، قال: أنشَدني الفقيه الإِمام العالِم أبو الحَسَنُ عليّ بن المفضّل المقدِسيّ لنفسه" (¬4)، ثم ساق نظمًا له من اثني عشر بيتًا في حكم تارك
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 1/الترجمة 602.
(¬2) المصدر نفسه 5/الترجمة 1088.
(¬3) المكاتبة عند أهل ذلك العصر تعني: الإجازة (بشار).
(¬4) انظر الترجمة رقم (230) في السفر الثامن.

الصفحة 52