كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
وذنوبه صَحّ له بحبِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ لقِيَ البَسْط ولم يلقَ القَبْضَ إنعامًا عليه من الله تعالى، وهذا كما قال بعضُ الراجينَ المعترِفينَ من المذنبين:
تبَسَّطنا على اللّذاتِ حتى ... رأينا العفوَ من ثمرِ الذنوبِ
وهذا معنًى حسَن يُسقطُ اعتراضَ هذا المعترِض، وأمّا الرابع، وهو الذي قال فيه: إنه أقبحُها، وهو التضمين، فقد وقع الجوابُ عنه:
وكم من عائبٍ قولًا صحيحًا ... وآفتُه من الفهم السقيمِ" (¬1)
وفي هذا الردِّ كما نرى تحامَلَ على ابن عبد الملك الذي له فضلٌ سابق على ابن رُشَيْد اعتَرفَ ببعضه في بعض المناسبات وسَكَت عن بعضِه الآخر، ووراءَ هذا الردِّ إمّا عصبيّةٌ بلَديّة وانتصارُ ناقدٍ سَبْتيّ لشيخِه وشاعرِ بلدتِه، أو خصومةٌ نشِبَت بين الرجلَيْن لسبب من الأسباب.
ومن أصحابه: أبو بكر محمدُ بن محمد القللوسي (¬2)، ذكَرَه في ترجمة شيخِهما ابن خَميس، ورتّبه في طبقة ابن رُشَيْد، فقال معدِّدًا الرواةَ عن الشّيخ المذكور: "رَوى عنه ابنُه أبو جعفر، وأصحابُنا: قريبُه أبو بكر بن محمد القللوسي، وأبو إسحاقَ بن أَحْمد بن عليّ التُّجِيبي، وأبو عبد الله بن عُمرَ بن رُشَيْد" (¬3)، وقد اشتُهر القللوسيُّ الملقَّبُ بالفار بمؤلّفاتِه في العَروض والفرائض، وكان إمامًا في النّحو واللغة، شديدَ التعصُّب لسيبويه، ووضع مؤلّفًا في تاريخ بلده سماه: "الدُّرةَ المكنونة في محاسنِ إسطبونة" (¬4).
ولا نعرفُ أين صَحِبه، وقد يكون لقِيَه أولَ مرة في الجزيرة الخضراء ثم صَحِبَه أثناءَ مقامِه بمَرّاكُش حيث لقِيَه ابنُ رُشَيْد السَّبتي ودرَس عليه ابن البناء العدَدي.
¬__________
(¬1) فتح المتعال: 220.
(¬2) ترجمته في الإعلام للمراكشي 4/ 337 (رقم 585).
(¬3) الذيل والتكملة 6/الترجمة 806.
(¬4) توجد من هذا الكتاب نقول في مخطوط بمكتبة خاصة بالرباط.
الصفحة 62
784