كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)

نامَتْ رعيّتهُ في حِجْر إمرتِهِ ... وفي رعايتِها من شأنِه السَّهرُ
وأشرَقَ الأُنسُ من بعدِ الرّشيدِ بهِ ... كأنّما هو في ليل الأَسى قمرُ
فضائلُ الخُلفاءِ الرّاشدينَ لهُ ... مجموعةٌ فيه مِن آياتِها الكُبَرُ
كأنّما نَحَلَ الصِّدِّيقُ شيمتَهُ ... في الصِّدق فالخُبْرُ صدقٌ منه والخبَرُ
تأتي الفتوحاتُ في أيامِهِ نَسَقًا ... كأنّما هو في أيامِهِ عُمرُ
ومن فضائلِ عثمانَ الحياءُ لهُ ... على مُحَيّاهُ من أنوارِه أثرُ
لهُ الوَصِيُّ سَمِيًّا وهْو يُشبِهُ ... في سَيْفِه فبِه يشقَى الأُلى كَفَروا
سيفٌ غدا في يدِ القهّارِ قائمُهُ ... لا يَكهَمُ السيفُ أمضت حدَّهُ القُدَرُ
لا شكَّ في الحقِّ لكنْ شكَّ بعضُهمُ ... أسيفُه في الوغَى أمضى أم القَدَرُ؟
يُغني اسمُه إن نَضَاه عن عساكرِهِ ... فلا يبالي أقلَّ الجيشُ أم كَثُروا
كالشمس تُغني إذا ذَرَّت أشعتُها ... عن المصابيحِ حيث النُّورُ مُنتشرُ
ومنها:
تُتلَى مدائحُه والمؤمنونَ بها ... كأنّما هي إذْ تُتلَى لهم سُوَرُ
كأنّما هيَ إذْ تُجلَى محاسنُهُ ... عرائسُ الحُسن قد راقَتْ لها صُوَرُ
لمّا رأيناهُ خِلْنا عند بهجتِه ... أن الأئمةَ من آبائه حَضَروا
وأنّهمْ حين أحيَتْهمْ خلافتُهُ ... إذْ أنشَرَ اللهُ مَوْتاهم به نُشِروا
ومنها:
وافاكُمُ وفدُ حمصَ المُستجيرُ بكمْ ... وقد أُعِزُّوا بكمْ وَعْدًا وقد نُصِروا
صالَ العدوُّ عليهمْ في جِوارِهمُ ... حتى لَقَلُّوا فمُذْ أُمِّرتُمُ أُمِروا
وأيقَنوا أنّ نَصرَ الله نَصْرُكمُ ... فالفتحُ مرتقَبٌ والنصرُ منتظَرُ
إرادةُ الله تمُضي ما تريدُ إذا ... أَمَرْتَ فالفَلَكُ الدوّارُ مؤتمِرُ

الصفحة 623