كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 1)
أمّا ثاني المذكورَيْن في النص فلم نقفْ على ترجمته ولا على ما يدُلّنا على تفصيل صحبتِه لابن عبد الملك.
وثمّةَ سَبْتيٌّ آخَر ذكَرَه ابن عبد الملك في كتابِه مرّات، وعَدَّه من أصحابه، وهو أبو عليّ الحُسَين بن عَتِيق المشهورُ بابق رَشِيق التغلبيِّ المتوفَّى بتازَى سنة 696 هـ، وهو مُرْسيّ أوى إلى سَبْتة ووَلي قضاءها في عهد أبي القاسم العَزَفي، كما وَلي الكتابةَ في دواوين ملوك بني مَرِين وبني الأحمر، وقد أشار إليه المؤلّفُ في ترجمة والده عتيق بن الحُسَين وقال: "وحدّثنا عنه ابنُه صاحبُنا أبو علي" (¬1). كما ذكَرَه فيمن حدّثه عن أبي الخَطّاب محمد بن خليل فقال: "وحدّثنا عنه أبو جعفر بن الزُّبير وأبو عليّ بن رَشِيق صاحبُنا" (¬2)، وفي الرواية عن أبي عبد الله القارجيّ، قال: " ... وأبو عليّ بن رَشِيق صاحبُنا" (¬3)، ولا نتحقّق هل ترجم له أم لا؟ وأغلب الظنّ أنه عامَلَه معاملةَ أصحابه الآخرين، كالعَبْدَري وابن رُشَيْد وغيرهما؛ إذ لو كان مترجمَا في "الذّيل والتكملة" لوجَدْنا النقلَ عنه في "الإحاطة" لابن الخَطيب (¬4)، ولا نعرف ماهيّة الصحبة بين الرجلَيْن، ولا بدّ أنهما التقيا في سَبْتة، وقد جمع بينَهما الاهتمامُ المشترك بالتاريخ العام وتاريخ الرجال؛ إذ إن ابن رَشِيق اختصر"مداركَ "القاضي عِيَاض وألّف" ميزانَ العمل في أيام الدول"، وهو تلخيصٌ لكتاب كبير له في التاريخ.
وهناك عَلَمٌ تردَّد ذكْرُه مرّات متعدِّدة في "الذّيل" وهو: أبو عبد الله محمد بن عَيّاش الخَزْرجي، انتقل والده من قُرطُبة إلى مالَقة، وانتقل هو من مالَقةَ إلى مَرّاكُش حيث كان له كُتّابٌ للإقراءِ والتعليم، وكان ابن عبد الملك يُجالسُه في كُتّابه أحيانًا، قال في ترجمة والد المذكور عَيّاش: "رَوى عنه ابنه أبو عبد الله، وحدّثنا عنه في كُتّابِه
¬__________
(¬1) الذيل والتكملة 5/الترجمة 232.
(¬2) المصدر نفسه 5/الترجمة 1200.
(¬3) المصدر نفسه 6/الترجمة 242.
(¬4) الإحاطة 1/ 472 - 476.
الصفحة 63
784